النازحين من لبنان إلى سورية والمخاطر الأمنية على السوريين الشباب
بالتزامن مع توافد النازحين اللبنانيين… تشهد مناطق الأسد ارتفاع حاد بأسعار المواد الغذائية، وبحسب المصادر الرسمية تجاوز عدد الوافدين اللبنانيين إلى سورية بلغ أكثر من 75 ألف، بالإضافة لنحو 212 ألف عائد سوري، ونظام الأسد يمنح بطاقة دخول “مؤقتة” للنازحين من لبنان إلى سوريا
أفادت وسائل إعلام محلية، في 7 تشرين الأول، عن اتخاذ جملة من الإجراءات لتسهيل دخول الوافدين من لبنان إلى سوريا، من أبرزها منح بطاقة دخول مؤقتة (طوارئ) تتيح لهم الإقامة داخل سوريا لمدة شهر، مع إمكانية تجديدها كل 15 يومًا، جاء هذا الإجراء، نتيجة صعوبة حصول العديد من الوافدين على دفتر الدخول من الجمارك اللبنانية، والذي كان يتعين على اللبنانيين امتلاكه للدخول إلى سوريا لمدة 120 يومًا مع تجديده كل 15 يومًا، مما يمنحهم إعفاء من تسديد رسوم الدخول خلال هذه الفترة، وفقًا لصحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، يشار إلى أنه مع تفاقم الأحداث نتيجة الحرب الإسرائيلية على لبنان، تعذّر على الكثير من اللبنانيين الحصول على هذا الدفتر، ما دفع حكومة نظام الأسد إلى تقديم بطاقة الطوارئ المؤقتة كحل بديل، وأوضح مصدر في إدارة الجمارك لصحيفة الوطن، أن حركة الشحن والسيارات السياحية ما زالت متوقفة في معبر جديدة يابوس – المصنع الحدودي بسبب قصف الجيش الإسرائيلي للطريق الدولي قرب منطقة المصنع، في حين تستمر حركة الأفراد عبر معبري العريضة والدبوسية في محافظتي حمص وطرطوس دون مشاكل، فيما يتعلق بقرار تمديد تعليق تنفيذ تصريف مبلغ 100 دولار أو ما يعادله من العملات الأجنبية للعائدين السوريين ومن في حكمهم عند دخولهم الأراضي السورية من المعابر الحدودية مع لبنان، أوضح مصدر أن القرار تم تمديده لمدة 10 أيام. وبموجب ذلك، يستمر تعليق العمل بالقرار الذي كان يفرض على الوافدين تصريف هذا المبلغ إلى الليرة السورية عند الدخول، وأشار المصدر إلى أن القرار نافذ من تاريخ صدوره ويُطبق على جميع المعابر الجمركية الحدودية مع لبنان، ويذكر أن عدد الوافدين من معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان منذ 23 أيلول وحتى الساعة 12 ظهراً من يوم السبت، قد بلغ 194,759 شخصاً، منهم 153,974 سورياً و40,786 لبنانياً.
دعماً للفارين من لبنان باتجاه سوريا… الاتحاد الأوروبي يعلن تقديم تمويل فوري بقيمة 500 ألف يورو
أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم تمويل طارئ وبشكل فوري بقيمة 500 ألف يورو للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك من أجل دعم عمليات الاستجابة الخاصة بالفارين من لبنان باتجاه سوريا، وحسب ما ذكر الاتحاد على موقعه الرسمي، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، فإن “المساعدة المالية ستلبي الاحتياجات الإنسانية في سوريا لمدة ستة أشهر”، حيث أوضح الاتحاد أن المساعدات تركز في المقام الأول على توزيع مواد الإيواء الضرورية من الأغطية البلاستيكية و 10 آلاف مرتبة وبطانية، وذكر أن عمليات التوزيع سيتولاها “الهلال الأحمر السوري”، وصرح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، مايكل أونماخت، إنه من المهم للاتحاد الأوروبي أن يتمكن من “المساعدة بسرعة في تخفيف معاناة الفارين من الصراع والدمار”، ونوه الاتحاد الأوروبي إلى أن معظم المدنيين، ولاسيما الأطفال والنساء، يسافرون سيرًا على الأقدام إلى سوريا، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ويشير التقرير الذي نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة، في 30 من أيلول 2024، إلى أن 60% من العابرين إلى سوريا من الجنسية السورية و40% من اللبنانيين، ونوهت المفوضية أن 60% من إجمالي الوافدين إلى سوريا دون 18 عامًا، وتابع الاتحاد الأوروبي أن أزمة النزوح إلى سوريا تشكل “عبئًا إضافيًا” في ظل أزمة إنسانية واسعة النطاق، ووجود نحو 16.7 مليون شخص في حاجة إلى المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، ويعتبر هذا أعلى مستوى من الاحتياجات بعد أكثر من عقد من الصراع، الذي ألحق الضرر بالبنية التحتية الأساسية للمدنيين في سوريا، وفق الاتحاد الأوروبي، وكما يعتبر هذا التمويل الأول من نوعه منذ بدء حركات النزوح واللجوء من لبنان باتجاه سوريا، ويذكر أن الحدود السورية اللبنانية كانت مفتوحة أمام الفارين من اللبنانيين منذ الضربات الإسرائيلية الأولى على لبنان، ولكن لم يكن كذلك بالنسبة السوريين الذين علقوا عند الحدود السورية، حيث اضطروا لعدة أيام على تصريف 100 دولار أمريكي إلى الليرة السورية على البوابات التي تديرها جمارك نظام الأسد، قبل إلغائها من قبل الحكومة السورية بعد، ونشرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا، في مطلع تشرين الأول، ذكرت فيه أن 96 لاجئًا سوريًا بينهم 36 طفلًا و19 سيدة قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على لبنان، وقالت إن نظام الأسد اعتقل 9 من السوريين العائدين، لأسباب تتعلق بالخدمة الإلزامية والاحتياطية.
نظام الأسد يفرض “إتاوات” باهظة على اللاجئين السوريين العائدين من لبنان
تعكس الأوضاع الحالية للاجئين السوريين العائدين من لبنان ممارسات نظام الأسد وحواجزه، التي أصبحت تفرض “إتاوات” باهظة خلال مرور هؤلاء العائدين عبر نقاط التفتيش، وحسب تقرير قناة “DW” الألمانية، فإن هذه الإتاوات تعكس الأعباء المالية التي يتحملها السوريون، ما يزيد من تعقيد وضعهم الذي يعاني بالفعل من آثار النزاع.
وتشير التقارير إلى أن الإتاوات المفروضة على اللاجئين السوريين ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث وصلت تكلفة المرور لعائلة واحدة من لبنان إلى مناطق سيطرة المعارضة، مرورًا بمناطق النظام، إلى حوالي 1300 دولار، تتضمن هذه المبالغ رسومًا مختلفة تُدفع لحواجز النظام والمليشيات المنتشرة على الطرقات الرئيسية، ولقد عبر ما لا يقل عن 220,000 شخص من لبنان إلى سوريا، منذ بدء الغارات الإسرائيلية، بحسب تصريح “فيليبو غراندي”، رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الذي أشار إلى أن السوريين يمثلون حوالي 80% من هؤلاء العائدين، ومع ذلك، فإن هذه العودة لا تخلو من المخاطر، حيث وثقت منظمات حقوقية اعتقال العائدين من قبل نظام الأسد بتهم جاهزة، مثل التهرب من الخدمة الإلزامية أو دعم قوات المعارضة، وتسعى العائلات القادمة من لبنان إلى سلك طرق ريفية وعرة بين القرى، وذلك في محاولة لتفادي الممارسات التعسفية، للوصول إلى مناطق المعارضة، اعتقادًا منها أن هذه الخيارات أكثر أمنًا، وكما أنه قد يتم الاعتماد على سماسرة مرتبطين بقوات نظام الأسد لنقل العائلات، حيث يتلقون أتعابًا مالية كبيرة بعد توزيع الحصص المطلوبة على حواجز النظام، وبالرغم من دفع المبالغ المطلوبة، لا تزال العائلات تواجه الإهانة والشتائم، فضلاً عن خطر الاعتقال، وذلك حسب مزاجية عناصر حواجز النظام الذين قد يتهمونهم بالخيانة، ومن الجدير بالذكر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وثق دخول 470 عائلة، تتألف من حوالي 2500 شخص، إلى مناطق المعارضة شمال غربي سوريا، ما يسلط الضوء على استمرار حركة العودة رغم التحديات الكبيرة.
مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يدعو لتأمين 324 مليون دولار لمساعدة جميع الفارين من لبنان إلى سوريا
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى إطلاق نداء لتأمين 324 مليون دولار لمساعدة جميع الفارين من لبنان إلى سوريان وقد جاء ذلك خلال زيارة أجراها غراندي إلى دمشق يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول/ أكتوبر، التقى خلالها رأس النظام “بشار”، ووزير الخارجية، بسام صباغ، ومسؤولين آخرين لدى النظام، لبحث سبل دعم الوافدين الجدد عند دخولهم إلى سوريا، وفق ما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وصرح غراندي، “أكدت أهمية أن تضمن الحكومة السورية سلامة وأمن القادمين من لبنان، كما أطلعت رأس النظام بشار على الجهود المبذولة لتعبئة الموارد الإنسانية لدعم النازحين”، وشدد غراندي على الحاجة الملحة إلى حشد المساعدات الإنسانية، وتوفير المزيد من الموارد لدعم أنشطة التعافي المبكر كما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الأمن، وتابع المسؤول الأممي أن التدفق الجديد للنازحين، يأتي في وقت يعيش فيه ملايين السوريين ظروفًا صعبة ويحتاجون هم أنفسهم إلى مساعدات إنسانية، وسائل إعلام النظام ومنها وكالة الأنباء السورية (سانا) اكتفت بخبر مقتضب قالت فيه، إن وزير خارجية نظام الأسد بسام صباغ التقى صباح اليوم مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مقر الوزارة بدمشق، دون أن تشير إلى تفاصيل أخرى، أو تكشف عن لقاء المسؤول الأممي مع رأس النظام بشار، وسبق أن زار غراندي، معبر ”جديدة يابوس” الحدودي مع لبنان، والتقى باللاجئين اللبنانيين والسوريين الذين كانوا في طريقهم إلى سوريا، وأكد غراندي، “فرت الأسر التي تحدثت معها لإنقاذ حياتها، وليس لديها أدنى فكرة عما قد يحمله الغد لها بعد رحلة شاقة وخطيرة إلى الحدود. لقد وصلوا وهم لا يملكون سوى القليل من الوسائل وهم في حاجة إلى الإغاثة العاجلة”، ومع استهداف الطريق الرئيس بين الحدود اللبنانية والسورية بغارات جوية، يضطر الناس إلى العبور سيرًا على الأقدام مع أطفالهم وأي ممتلكات يمكنهم حملها، وأصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية بياناً قبل ساعات، حذرت فيه من أن الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان تفاقم أزمة النزوح، وتوجد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع “الهلال الأحمر السوري” ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية، على الحدود لتوفير المياه والمواد الغذائية والبطانيات، وكان صرح مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن الوقت الحالي فرصة لحكومة النظام من أجل أن تظهر التزامها بسلامة العائدين من لبنان، وإمكانية عودتهم إلى ديارهم أو المكان الذي يريدون التوجه إليه، وتتزايد أعداد النازحين مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، ومناطق لبنانية أخرى، وسط توقعات بموجة نزوح أكبر نحو سوريا، مع تواصل إسرائيل اجتياحها البري لجنوبي لبنان، وأعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، الاثنين 7 من تشرين الأول، أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، بينهم نحو 300 ألف سوري، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل أسبوعين، أحدث إحصائية.
رئيس الائتلاف يطالب مفوضية اللاجئين بتوفير الحماية الدولية للاجئين السوريين الذين فروا من لبنان إلى مناطق الأسد
طالب “هادي البحرة” رئيس الائتلاف الوطني السوري، المفوضية السامية لرعاية اللاجئين UNHCR بتوفير الحماية الدولية بشكل عاجل للاجئين السوريين الذين فروا من لبنان إلى مناطق سيطرة نظام الأسد وداعميه، حيث يتعرضون للاعتقال التعسفي، يتوجب عدم تركهم بين خيارين يهددان حيواتهم، وصرح في سلسلة تغريدات: “نضع بين يدي الأمم المتحدة بما فيها أمينها العام ومجلس الأمن والمنظمات المعنية بشؤون اللاجئين، الحالة الحرجة والطارئة التي يعاني منها اللاجئون السوريون الذين فروا من لبنان بسبب الحرب، حيث اعتقل نظام الأسد 9 عائدين اضطرارياً خلال شهر أيلول حسب تقارير منظمة (SNHR)”، ونوه أنه خلال شهر أيلول الفائت واصل نظام الأسد إستراتيجيته في القمع واعتقل 128 شخصاً بينهم 4 أطفال و16 سيدة، مؤكداً أن سورية غير آمنة في ظل وجود نظام الأسد وغياب الحل السياسي العادل، ونشدد على أن يعطي المجتمع الدولي الأهمية الكافية للمعتقلين في الاجتماعات الدولية للضغط بحزم من أجل الإفراج عنهم وعدم القبول باستغلالهم من قبل النظام، وأشار إلى أن مستوى التمييز الذي يواجهه اللاجئون السوريون في لبنان من قبل سياسات الحكومة اللبنانية والبلديات والأوامر الإدارية غير مسبوق وغير مقبول وغير مبرر، وهو وصمة عار على جبين الإنسانية، وجريمة ضد الإنسانية، ولفت إلى أنه يُحظر على جميع المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية المحلية والسورية والدولية في لبنان توفير المأوى للنازحين السوريين، ويُحظر تقديم المساعدات الغذائية لهم، ويُحظر تقديم أي نوع من الرعاية الطبية الطارئة لهم، حيث وصلت قرابة آلاف العائلات السورية النازحة من لبنان إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وقسم منها إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري شمال غربي سوريا، بعد رحلة مريرة من المعاناة والعذاب من لبنان عبر مناطق النظام للوصول للشمال السوري عبر معبر التايهة ومن ثم عون الدادات شرقي حلب إلى مناطق المعارضة.