عَقد، مساء أول أمس الثلاثاء، ممثلون عن تحالف استقلال سورية (SIA) اجتماعاً تشاورياً مع اللجنة السياسية المنبثقة عن الهيئة العامة لحراك السويداء لتبادل الأفكار وتوطيد التواصل والعمل المشترك.
وتبدأ الهيئة التأسيسية لتحالف (SIA) سلسلة اجتماعات مع المنظمات والقوى والتيارات السورية، بهدف تعزيز التعاون وبناء تفاهمات على قاعدة الثوابت الوطنية المشتركة، لعدم إتاحة الفرصة أمام المساومات السياسية لطيّ الحقوق السورية العامة والخاصة، والناجمة عن جرائم ومجازر نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين.
هذا وقد مثّل تحالف استقلال سورية، كلٌ من الدكتور زكريا ملاحفجي والمهندس عزام الحموي والكاتب إبراهيم الجبين، فيما حضر عن اللجنة السياسية لحراك السويداء الأستاذ يامن معروف والسيدة إيناس نعيم والمهندس سقراط نوفل والدكتور جمال الشوفي.
واتفق الطرفان على مواصلة التشاور، في سبيل تنسيق المواقف والاتصالات لإبقاء القرار الوطني حراً مستقلاً بعيداً عن هيمنة أي طرف غير سوري.
وقال ممثلو اللجنة السياسية لحراك السويداء إن الحراك في ساحة الكرامة وكافة بقاع جبل العرب إنما هو موجة ثانية للثورة السورية تتمسك بضرورة تطبيق القرار 2254 والانتقال السياسي والمحاسبة والعدالة، وأن الطريق إلى ذلك لن يتم من دون حوار مع كافة السوريين، مشيرين إلى رفضهم للمشاريع الانفصالية والتقسيمية وتمسكهم بوحدة التراب السوري.
من جانبه أكد تحالف استقلال سورية، أن السويداء وأهل جبل العرب لم يتصرفوا في يوم من الأيام انطلاقاً من وعي “أقلوي” ضيق، وإنما كانوا في مقدمة وطليعة الحراك الوطني السوري كله وعلى مرّ الزمن، وأن ما يطرحه البعض من مخاوف تخص الأقليات والطوائف السورية، هي مخاوف يشعر بها جميع السوريين وتهدّد الجميع، سواء تعلقت بالتطرف الديني أو العنصري، وكل ما هو فوق الوطنية السورية من المشاريع القادمة من خارج الحدود.
وعن التوجهات الليبرالية والعلمانية لحراك السويداء، رغم التنسيق مع مظلة مشيخة العقل والشيخ حكمت الهجري، أوضح وفد اللجنة السياسية لحراك السويداء إن غالبية العاملين في الشأن العام في السويداء بعيدون عن التأثيرات الدينية التقليدية، مع تمسّك الجميع بخصوصية جبل العرب التي تتمثل باحترام المقامات الاجتماعية والروحية والنخبوية لكافة الشرائح، مؤكدين على الدور الهام والبارز للشيخ الهجري في جمع الكلمة والتوفيق ما بين الآراء والاتجاهات المتباينة في بعض الأحيان.
وبيّن وفد التحالف أن السوريين ينظرون بتقدير كبير لشباب وشابات ساحة الكرامة الذين أعادوا إشعال جذوة الثورة السورية لتتكامل مع ثبات السوريين في الشمال الغربي وفي مختلف المناطق حتى تلك الخاضعة لسيطرة الأسد والميليشيات الإيرانية وميليشيات قسد.
وأشار التحالف إلى الدور الذي كانت قد لعبته المنظمات المكوّنة له في دعم حراك السويداء منذ البداية، بالتعاون مع نخب السويداء في الداخل والمنفى، ابتداءً من ساحة الكرامة إلى أوساط الكونغرس الأميركي، موضحاً أن الانتفاضة في السويداء هي شأن سوري يجب على السوريين في كل مكان دعمه وتقويته.
يذكر أن تحالف استقلال سورية (SIA) هو شبكة تنسيق وتعاون تمتد من الداخل السوري إلى تركيا وأوروبا وأميركا، تم الإعلان عن الدعوة إليه مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، دعوة وجهتها المبادرة السورية الأميركية ممثلة بمنظمة غلوبال جستس والمنظمة السورية للطوارئ SETF ومنظمة حضارة الفرات الإنسانية في الولايات المتحدة، ومنظمة سورية طريق الحرية ودنيا عدالتي في تركيا، ومنظمة دمشق للدراسات والفكر والتنمية والكتلة الوطنية السورية والحركة الوطنية السورية إضافة إلى التحالف العربي الديموقراطي وعدد من المنظمات التي تقدّم الدعم الاستشاري والمهني في الجوانب الحقوقية والاختصاصية.