الوجود والاستراتيجية الأمريكية في سوريا إلى أين.؟
أي انسحاب أمريكي من سوريا سيكون مفيداً بشكل خاص لإيران
اعتبر “جون فينزل” الضابط السابق في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي، في 3 من آذار/ مارس، أن أي انسحاب أمريكي من سوريا سيكون مفيداً بشكل خاص لإيران، وهي برأيه تسعى للحفاظ على “ممر نفوذ” يمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط، وأكد “فينزل” في مقال بمجلة “نيوزويك” الأمريكية، إن سحب الولايات المتحدة كل قواتها من سوريا، سيؤدي إلى فراغ ستستغله على الفور، طهران وموسكو ودمشق، ما يسمح لهذه الأطراف بتعزيز وجودها ونفوذها في المنطقة، وأكد “فينزل”، أن الولايات المتحدة تواجه “عقبات كبيرة” في سوريا، بما في ذلك احتمال توسع المهمة والديناميات المعقدة للصراع، لذلك من الضروري وجود “سياسة واضحة وقابلة للتحقيق” تعمل على تحقيق التوازن والاستقرار النسبي، لأن الانسحاب قد يحقق هدفاً قصير المدى يتمثل في الحد من الوجود العسكري الأجنبي، لكنه يهدد أيضاً بالمزيد من زعزعة استقرار المنطقة، ولذلك عارض اللوبي الإسرائيلي أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية فكرة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا والعراق.
الإدارات الأمريكية “تخبطت” إزاء التعامل مع الوجود الإيراني في سوريا
وفي 25 من آذار/ مارس، اعتبر “مركز الحوار السوري”، في تقرير له، أن الإدارات الأمريكية “تخبطت” إزاء التعامل مع الوجود الإيراني في سوريا، بينما “فشلت” إسرائيل في كبحه، ولفت إلى أن الضربات الأمريكية ضد إيران وميليشياتها في سوريا، لم تكن بمبادرة من الولايات المتحدة، وإنما كانت رداً على ضربات أو “تحرشات” إيرانية، وأوضح التقرير أن سياسات طهران وتل أبيب أظهرت أنهما اشتركتا بهدف واحد، وهو الحفاظ على وجود بشار الأسد، “ثم لاحقاً بدأت إسرائيل تشعر بأنه حان وقت تحجيم الوجود الإيراني العسكري على وجه الخصوص، لا سيما في جنوب غربي سوريا”، وبين أن إسرائيل لم تحسم ملف التدخل الإيراني لصالحها، أو تحقق أهدافها العامة من ضرباتها المتواصلة في سوريا، إذ لا تزال إيران حتى اليوم بعد التكيّف مع الغارات، تسيطر على أجزاء واسعة من الخريطة السورية، واستعرض التقرير موقف واشنطن، مشيراً إلى “تخبط” داخل الإدارات الأمريكية الثلاث الأخيرة بطرق التعامل مع إيران في سوريا بين المسارين السياسي والعسكري، وعدم اتخاذ خطوات “حاسمة” لكبح نفوذ إيران، رغم علو سقف التصريحات والتهديدات، وسبق أن اعتبر الجنرال “جوزيف فوتيل”، القائد السابق للقيادة المركزية للجيش الأميركي، أن واشنطن نجحت في ردع هجمات الميليشيات الموالية لإيران على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وحذر من أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيكون له تأثير على الوجود في سوريا، وقال فوتيل في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إن الولايات المتحدة استوعبت الكثير من هجمات الميليشيات المتحالفة مع إيران، لكن تلك الهجمات انخفضت بعد سلسلة من الضربات الأمريكية، واعتبر فوتيل أن “أفضل نهج لخلق وضع أكثر استقراراً” في الشرق الأوسط، هو العلاقات الدبلوماسية، وفتح العلاقات والاتصالات بين مختلف أجزاء المنطقة، ولفت إلى أن إيران “رأت أنها ضعيفة في هذا المجال، وأدركت أنها ستخسر الكثير من خلال الاستمرار في دفع هذه الهجمات واحتمال تعريض حياة المزيد من الأميركيين للخطر في المنطقة”، وبين أن القوات الأمريكية في سوريا تستمد معظم دعمها من القواعد بالعراق، “وإذا اختفت هذه القواعد، فسيكون من الصعب جداً الحفاظ عليها، أو سيتعين علينا إيجاد طرق جديدة لدعم قواتنا في سوريا”، وكانت كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن “محادثات سرية وغير مباشرة” جرت بين إيران والولايات المتحدة، في سلطنة عُمان في يناير، تناولت التهديد المتصاعد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على الشحن البحري في البحر الأحمر، والهجمات على القواعد الأميركية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، ومنذ بداية الحرب في غزة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض إلى أن أيا منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي تم نقله في الرسائل التي تمريرها عبر وسطاء، لكن في عُمان، كان لدى كل جانب طلب واضح من الجانب الآخر، وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون وإيرانيون للصحيفة، واتخذت الولايات المتحدة وإيران قرارات لتجنب حرب مباشرة في فبراير، وتجنبت القوات الأميركية توجيه ضربات مباشرة لإيران في ردها العسكري، وأقنعت إيران الميليشيات في العراق بوقف الهجمات على القواعد التي تضم قوات أميركية والميليشيات في سوريا لتقليل شدة الهجمات لمنع سقوط قتلى أميركيين.
أميركا لا تخطط لسحب قواتها من سوريا
وفي من 5 تموز/ يوليو، أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، أن الولايات المتحدة لا تخطط لسحب قواتها من سوريا، وأكد غولدريتش: “أحد ركائز سياستنا في سورية هو مواجهة داعش ومنع عودته، لذلك نخطط لمواصلة وإكمال مهمتها لمنع عودة ظهور التنظيم ومواجهته، والعمل مع شركائنا المحليين لتحقيق هذه الغاية”، ونبه أنه بعد تولي بايدن منصبه في كانون الثاني 2021، صاغت الولايات المتحدة سياستها بشأن سورية، والتي تتضمن أولاً قبل كل شيء مواجهة داعش ومنع عودة ظهوره، وتتضمن تلك السياسة تقليل المعاناة الإنسانية وزيادة تدفق المساعدات، ومحاسبة النظام على الانتهاكات التي ارتكبها، والحفاظ على وقف إطلاق النار، ومحاولة منع انتشار العنف في سورية، وندد على أن ”كل ذلك يعتمد على دعمنا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وللعملية السياسية”، مضيفاً أنه “لا بديل للمبادئ الموجودة في القرار لإيجاد حوار سوري بقيادة سورية يؤدي إلى حل شامل في البلاد”، ووفق غولدريتش فإن الولايات المتحدة “تريد أن ترى اللجنة الدستورية تبدأ في الاجتماع مرة أخرى”، مؤكداً أن “السبب في عدم تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن هو استمرار حكم رئيس النظام السوري بشار الأسد”، وأضاف: “أكبر عقبة أمام تنفيذ القرار 2254 هي فشل نظام الأسد في التعاون”، مؤكداً أن الولايات المتحدة “لن تطبع مع النظام ولا تدعم التطبيع معه”.
الولايات المتحدة لن تلعب دورًا كبيرًا في مستقبل سوريا والحل في سوريا غير واضح
تحدث السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد عن عدة جوانب متعلقة بسوريا خلال لقائه مع مجلة “المجلة”، في 26 آب/ أغسطس، حيث أكد فورد إن الحل في سوريا “غير واضح، واعتقد أنه في يوم ما ستنسحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية الشرقية، لكن من الواضح أن جو بايدن، كرئيس، لن يسحبها، أما بخصوص كامالا هاريس، فلست متأكدًا وأعتقد أن الاحتمال الأكبر هو أن تقوم إدارة ترامب جديدة بسحب القوات الأمريكية”، وأكد فورد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ملف يجري الحديث عنه من حين لآخر، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من عدة قواعد شرق الفرات في تشرين الأول 2019، وينتشر حاليًا نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، بهدف محاربة تنظيم الدولة “داعش” مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ولقد هُزم التنظيم بآخر معاقله في سوريا في آذار 2019 بمنطقة الباغوز، لكن لا يزال لديه بعض العناصر تُعرف بـ ”الخلايا النائمة” في المنطقة، تنفذ هجمات متواترة تعلن عنها ضد عناصر “قسد” ونظام الأسد، وصرح فورد أن الولايات المتحدة لن تلعب دورًا كبيرًا في مستقبل سوريا، وروسيا هي “الدولة الحيوية للعملية السياسية السورية في المستقبل”، وذلك لأن الدور الأمريكي في السياسة السورية كان محدودًا منذ زمن الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2014، حيث بدأ الدور الروسي بشكل فعلي في أيلول 2015، عندما تدخلت لدعم نظام الأسد ضد المعارضة، استخدمت روسيا قواتها الجوية والبحرية وحتى البرية لدعم النظام، وقصف مناطق سيطرة المعارضة، ما خلف آلاف الضحايا المدنيين إلى جانب إحراز تقدم في السيطرة العسكرية لصالح النظام، وبالمقابل حصلت روسيا على امتيازات عسكرية واقتصادية، كإنشاء قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس، وقاعدة جوية في “حميميم” بريف اللاذقية، ووفقاً لفورد اتخذ أوباما قرارًا بالتركيز على جهود الأمريكيين ليس في الوصول إلى حل سياسي في سوريا، بل على احتواء وإزالة تنظيم الدولة “داعش”، وفي النهاية، “السوريون هم المسؤولون عن إيجاد الحل، وليس الأمريكيون”، ولفت فورد إلى أنه كان يعارض عام 2011، فكرة إعلان الرئيس الأمريكي ضرورة تنحي بشار الأسد عن السلطة والتي كان يتم تداولها في أروقة السياسة الأمريكية، لمعرفته أن بلاده لن تتدخل عسكريًا في سوريا، وكانت نصيحته للإدارة الأمريكية أن تتجنب كلمة “تنحي”، والمشكلة بحسب فورد، أن المعارضة السورية فهمت من الإعلان الأمريكي أن القوات الأمريكية ستتوجه لمساعدتها وهذا كان “فهمًا خاطئًا وكبيرًا”، وقال فورد أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء عديدة في سوريا، فهو والخارجية الأمريكية لم يقدموا “استراتيجية متكاملة”، وأوضح فورد إلى حدوث منافسة داخل صفوف الثورة السورية كانت نقطة ضعف كبيرة جدًا، نجمت عن تقديم بلاده أسلحة لمجموعات مسلحة، خصوصًا في جنوبي سوريا وشمالها، وفي الوقت نفسه، قدم حلفاء الولايات المتحدة أسلحة لمجموعات مسلحة كانت تتنافس مع المجموعات التي كان يدعمها الأمريكيون، وأردف فورد، “الحرب في العراق كانت فشلًا كبيرًا، وجهودنا في سوريا كانت فشلًا كبيرًا، وفي ليبيا كانت فشلًا أيضًا”، أما بالنسبة لعودة نظام الأسد لجامعة الدول العربية، قال فورد إنه لا يوجد تغيير في الموقف الأميركي، وواشنطن مصممة على اتباع سياسة عزل سوريا عن العالم الخارجي، من خلال العقوبات وما إلى ذلك، ونوه بالنسبة لقانون العقوبات الأمريكي “قيصر“، رجح فورد تجديده، بسبب وجود إجماع بين الجمهوريين والديمقراطيين على أن بشار الأسد مجرم حرب، وأن الحكومة السورية يجب أن تتغير، حيث في أيار 2023، أفضت جهود عدة دول عربية إلى إعادة النظام لشغل مقعد سوريا جامعة الدول العربية، قد علقت الولايات المتحدة على عودة النظام ومطالب الدول العربية منه إعادة اللاجئين بشكل آمن وطوعي بقولها إن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تؤكد أن الظروف في سوريا اليوم “ليست مناسبة لعودة منظمة على نطاق واسع”.
القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا
صرح المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية، إيثان غولدريتش، في 1 من أيلول/ سبتمبر الجاري، إن القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا، نافياً وجود أي خطط لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن ذلك، ونوه غولدريتش، قبل مغادرة منصبه، أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالشراكة التي تجمعها مع “القوات المحلية” في سوريا في إشارة إلى قوات “قسد”، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”، وأكد أن الولايات المتحدة لن تقوم بتطبيع العلاقات مع رأس النظام، إلا في حال حصول تقدم صادق ومستدام في أهداف القرار 2254، لافتاً إلى أن البلدان التي انخرطت مع الأسد عليها أن تدفع نحو أهداف دولية مشتركة تحت القرار الدولي، وتابع غولدريتش، أنه أثناء توليه لمنصبه، تم تحقيق الكثير من الأهداف، لكن تبقى الكثير لفعله، بهدف تخفيف عذاب الشعب السوري والتخفيف من أعمال العنف وتحميل حكومة نظام الأسد المسؤولية تجاه أفعالها، ومن الجدير بالذكر أن غولدريتش، رأى الولايات المتحدة منعت عودة التهديد من شمال شرق سوريا، وساهمت في التعامل مع الأشخاص المحتاجين إلى التوطين خارج السجن، إضافة إلى المساعدة في تأمين استقرار تلك الأجزاء من سوريا.
أميركا تؤكد على موقفها في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254
السفارة الأمريكية في سوريا: في اليوم العالمي للديمقراطية، 15 أيلول/ سبتمبر، تظل الولايات المتحدة ملتزمة بمستقبل يشارك فيه جميع السوريين في تقرير مستقبل سوريا عبر انتخابات حرة ونزيهة، على النحو المبين في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وفي 20 آب/ أغسطس، عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، لقاء مع مدير منصة سورية الإقليمية في الخارجية الأمريكية نيكولاس غرانجر، وبحث معه التطورات في سورية، وتم التأكيد خلال اللقاء على الحاجة إلى “حلول حوكمة وسياسية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 والتي تستجيب لتطلعات السوريين ومطالبهم المشروعة”، وفقاً لما ذكرت صفحة السفارة الأمريكية في سورية، وأكد غرانجر على دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية، مشدداً على دورها الأساسي في تمثيل أصوات جميع السوريين وتحقيق حل سياسي شامل بقيادة سورية للملف السوري بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبدوره، شدد رئيس الائتلاف هادي البحرة، على أن الحل المستدام الوحيد الممكن في سورية هو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر عام 2015، وأكدت الولايات المتحدة تمسكها بضرورة التزام نظام الأسد بتنفيذ جميع جوانب القرار رقم 2254، الذي يهدف إلى تحقيق الانتقال السياسي السلمي للسلطة في سورية، وجاء ذلك في تغريدة نشرها حساب وزارة الخارجية الأمريكية على منصة “إكس”، مطلع الشهر الجاري، شدد فيها على أهمية المحافظة على كرامة الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره، ولفتت الخارجية الأمريكية إلى أن قرار مجلس الأمن 2254، الذي قدمته الولايات المتحدة في نهاية عام 2015، “يمثل مساراً لحل الأزمة السورية، ويؤكد على ضرورة منح الشعب السوري حق تقرير مصيره”، وكما انتقدت الوزارة، نظام الأسد لعرقلته العملية السياسية من خلال “المماطلة اللانهائية” في مناقشات اللجنة الدستورية، مشيرة إلى أن هذه العقبات تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وخاصة في المناطق المحاصرة التي تعاني من أزمات إنسانية حادة، وشددت الخارجية الأمريكية على أن الولايات المتحدة تدرك الدور الذي تلعبه إيران ووكلاؤها في سورية، حيث يستخدمون البلاد كوسيلة لتهريب أسلحة خطيرة وزعزعة الاستقرار، مؤكدة أن هذه الأطراف لا تهتم بمستقبل الشعب السوري أو معاناته، وفي الختام، دعت الولايات المتحدة المجتمع الدولي إلى دعم جهود تحقيق الحل السياسي في سورية، وضرورة الضغط على نظام الأسد للامتثال لمطالب القرار2254، لضمان مستقبل أفضل للشعب السوري.
الولايات المتحدة لن تطبع العلاقات مع نظام الأسد أو ترفع العقوبات عنه
أكدت الولايات المتحدة الأميركية، تمسكها بضرورة “التزام نظام الأسد بتنفيذ جميع نواحي القرار رقم 2254، والتي تهدف إلى تحقيق الانتقال السياسي السلمي للسلطة، والمحافظة على كرامة الشعب السوري، وحقه في تقرير مصيره”، حيث نشرت وزارة الخارجية الأمريكية على منصة “إكس”، تغريدة شددت فيها على أهمية المحافظة على كرامة الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره، حسبما جاء في القرار 2254، الذي صدر نهاية عام 2015، وأضافت الخارجية الأمريكية، أن نظام الأسد “يعرقل الانتقال السياسي في البلاد عبر المماطلة اللانهائية في مناقشات اللجنة الدستورية، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم بحاجة إليها، ولا سيما في المناطق المحاصرة”، وأشارت الخارجية إلى أن “الولايات المتحدة تدرك أن إيران ووكلاءها وشركاءها يستخدمون سوريا وشعبها لتهريب أسلحة خطيرة وزعزعة الاستقرار، ولا يهمهم مستقبل الشعب السوري”، وكان الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، “روبرت وود”، قد أكد خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن سوريا، في 23 تموز الماضي، “أن العقوبات الأميركية تشكل أداة مهمة للضغط من أجل محاسبة نظام الأسد”، لا سيما فيما يتعلق بسجله المروع في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات التي ارتكبها ضد السوريين”، وأشار “وود” إلى أن التزام واشنطن بتعزيز المساءلة للمسؤولين عن الفظائع في سوريا، وتحقيق العدالة للضحايا، “لا يتزعزع”، مضيفاً أنه “من دون المساءلة، لن ينعم الشعب السوري أبدا بالسلام المستقر والعادل والدائم”، كما أكد على أن الولايات المتحدة “لن تطبع العلاقات مع نظام الأسد، أو ترفع العقوبات عنه، في غياب حل سياسي حقيقي ودائم”، مجدداً الدعوة للنظام السوري إلى “اتخاذ إجراءات ملموسة لتنفيذ جميع جوانب القرار 2254”.
لا يوجد رؤية استراتيجية متكاملة حول القضية السورية
خلاصة القول: الانسحاب الأمريكي من سوريا حتمي على المدى الطويل، لكن توقيته وإستراتيجيته تثير الجدل داخل دوائر السياسة الأمريكية، حيث يعد الفراغ الأمريكي فرصة ثمينة لإيران وروسيا وهذا ما لا تريده أميركا.
وفي خاتمة المقال نذكر الصورة المتشائمة للوضع السوري حسب وصف قدمه السفير الأمريكي الأسبق في دمشق، روبرت فورد، حول الحل السياسي، برأيه، بعيد المنال، والوضع الإنساني سيئ للغاية، وسوريا مقسمة إلى ثلاث دويلات، وجيوش العالم معسكرة على أرضها، وتشهد سماء وأرض سوريا حربًا إيرانية- إسرائيلية طاحنة، والنظام يتفرج، كما لو أن الحرب تجري على أرض دولة أخرى، ويرى أن احتمال سحب أمريكا قواتها من سوريا، إذا فاز ترامب، وارد، ولا يستطيع التكهن بما ستفعله هاريس لو فازت، ولكن قانون “قيصر” سيمدد على الأرجح، وخلاصة القول، عند فورد، أن الأمريكيين لم يضعوا استراتيجية متكاملة للقضية السورية، ولكن السوريين (وليس الأمريكيين) هم الذين بدؤوا الثورة، وفي النهاية، هم المسؤولون عن إيجاد حل.
مكتب دراسات الحركة الوطنية السورية