موقف نظام الأسد وسط التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية
تشهد الأسابيع الأخيرة تصعيداً في العمليات الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا ختمت في التوغل داخل الأراضي السورية وتأتي هذه الأحداث في سياق التوترات الإقليمية المتزايدة خاصة ما يحدث في قطاع غزة وجنوب لبنان، حيث تسعى إسرائيل إلى كبح أي تحركات من شأنها تعزيز النفوذ الإيراني قرب حدودها.
التوغل الإسرائيلي في القنيطرة يشير إلى فشل نظام الأسد في الحفاظ على استقلال سوريا
دخلت القوات الإسرائيلية إلى الأراضي السورية في القنيطرة منذ 15 أيلول الماضي وسط تكتم إعلامي من حكومة نظام الأسد، حتى أعلنت وسائل إعلام عبرية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، وجود قوات إسرائيلية على الأراضي السورية ولا تزال حتى الآن، حيث قامت قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات ومعدات حفر بالتوغل بعمق مئات الأمتار داخل الأراضي السورية غرب بلدة جباتا الخشب في القنيطرة، كما بدأت بجرف الأراضي الزراعية وحفر الخنادق وبناء السواتر الترابية، شرق خط فك الاشتباك وطريق “سوفا 53” الذي أنشأته إسرائيل داخل الأراضي السورية أيضا عام 2022، وعملت القوات الإسرائيلية على إنشاء نقطة مراقبة مدعَّمة بسواتر ترابية وخنادق يبلغ عمقها بين 5 إلى 7 أمتار كل واحد كيلو متر، ثم جددت القوات الإسرائيلية اعتداءها في 11 تشرين الأول عبر تجريف الأراضي الزراعية قرب بلدة كودنة، وعملت القوات الإسرائيلية على إنشاء سياج أمني على الحدود مع سوريا، حيث أفادت القناة 14 الإسرائيلية، أمس الاثنين 14 تشرين الأول/ أكتوبر، إن القيادة الأمنية في إسرائيلية بدأت العمل على إنشاء سياج أمني على الحدود مع سوريا، وأضافت القناة بأن إسرائيل تخطط من بناء ذلك السياج الأمني إلى منع تنفيذ أي عمليات تسلل متوقعة لمسلحين من الجانب السوري وجبهة الجولان تحديداً، ولفتت إلى مخاوف واسعة في الأوساط الأمنية الإسرائيلية حول قيام مسلحين تابعين لميليشيات عراقية وسورية موالية لإيران بالتسلل عبر الحدود مع سوريا، وتعمل القوات الإسرائيلي من خلال هذه التحركات على التمركز شرق خط فك الاشتباك “UNDOF 1974” داخل الأراضي السورية، مخالفة بذلك اتفاقية فك الاشتباك التي تم التوصل لتوقيعها بين سوريا وإسرائيل في 31 أيار/ 1974؛ تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 338 الصادر في 22/ تشرين الأول/ 1973، والذي يقضي برسم خط “UNDOF” بحيث تقع شرقه الأراضي السورية وغربه إسرائيل، ويشار إلى أن هذا التعدي الحاصل منذ 15 أيلول/ 2024 ليس الأول من نوعه، فقد سبق وأن توغَّلت قوات إسرائيلية عام 2022، في الأراضي السورية شرقاً متجاوزة خط قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، وأنشأت طريقاً أطلقت عليه سوفا 53، وهو يخترق الأراضي السورية في بعض المناطق بعمق يصل إلى اثنين كيلومتر، وندَّد ناشطون بتحويل نظام الأسد الأراضي السورية إلى مسرح للميلشيات الإيرانية، وتسهيله انتهاك السيادة السورية عبر إيوائه العشرات من التنظيمات الفاعلة خارج إطار الدولة، بالإضافة إلى سماحه بانتهاك السيادة السورية من قبل القوات الجوية الإسرائيلية بشكل شبه يومي، دون أن يقدم إدانة حتى لهذه الانتهاكات، وتأتي هذه الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي السورية، بما في ذلك إقامة نقاط مراقبة وطريق “سوفا 53” شرق خط فك الاشتباك لعام 1974، تنتهك القانون الدولي الذي يحظر ضم أو الاستيلاء على الأراضي بالقوة أو التهديد، وتشكل هذه الإجراءات عملاً عدوانياً وتهديداً للسلم والأمن الدوليين، وإنَّ فشل نظام الأسد في القيام بدوره الدستوري في الحفاظ على استقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها قد يشجع إسرائيل على الاستيلاء على المزيد من الأراضي السورية وضمها، مستغلة الصراع الإقليمي الجاري واللامبالاة الدولية، وأوصى ناشطون قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بأن تقدم تقارير شاملة تفصِّل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، كما طالبوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولية وضع حد للهجمات الإسرائيلية المنهجية، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وحثَّ المجتمع الدولي على إدانة الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل للسيادة السورية، واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، فضلاً عن تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع إسرائيل من ضم المزيد من الأراضي السورية، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للصراعات الإقليمية وحالة عدم الاستقرار المسيطرة على المنطقة.
نظام الأسد التوغل الإسرائيلي في سوريا لا أساس له من الصحة.!!
نفى مسؤول في حزب البعث التابع لنظام الأسد، في حديثه لأحد المواقع الإعلامية المقربة من النظام حدوث توغل بري إسرائيلي في الأراضي السورية معتبراً أن ذلك لا أساس له من الصحة، وأكد أمين فرع “حزب البعث”، لدى نظام الأسد في القنيطرة “خالد أباظة”، بأن “كل ما ينشر حول توغل إسرائيلي في الأراضي السورية هو من محض خيال من ينشر ومن يروج لهكذا إشاعات”، وفق تعبيره، ونقلت جريدة تابعة لنظام الأسد، أنه لا صحة للتوغل الإسرائيلي في جنوب سوريا، ونفت دخول القوات الإسرائيلية باتجاه كودنة بريف القنيطرة، واعتبرت أن ذلك لا أساس له من الصحة، ووفق الجريدة ذاتها فإن “كل ما نُشر منذ أيام حول تحركات إسرائيلية في هذه المنطقة وانسحاب لنقاط عسكرية روسية يندرج في إطار الحرب النفسية التي يمارسها العدو”، على حد قولها، وقد اعتبر متابعون أن النفي الصادر عن نظام الأسد، قد يؤكد معلومات التوغل كما أنه لم يصدر عن جهات عسكرية مثل وزارة الدفاع أو جهلت إعلامية مثل وكالة الأنباء “سانا”، بل عبر مسؤول في الحزب ومراسل إعلامي، وطالب موالون بنشر بث مباشر من الحدود يدعم هذا النفي، وجاء النفي ردا على تداول معلومات أوردتها مصادر إعلام محلية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي توغل في الأراضي السورية، وجرف أراض زراعية وضمها عبر وضع شريط شائك، قرب بلدة كودنة بريف القنيطرة الجنوبي، وأفاد تجمع أحرار حوران أن العملية تمت وسط صمت من قبل ضباط وعناصر قوات الأسد المتواجدين في المنطقة، مشيراً إلى أن نقاط الميليشيات لا تبعد سوى بعض أمتار عن الموقع، دون أن تبادر بأي تحرك وسبق أن ذكرت مصادر أن الجيش الإسرائيلي اجتاز مؤخراً الحدود الفاصلة بين الجولان المحتل والأراضي السورية في منطقة وادي الرقاد بحوض اليرموك، واحتجز مئات رؤوس الماشية التي كانت ترعى في المنطقة.
نفي نظام الأسد حدوث أي توغل إسرائيلي في القنيطرة رسالة مفادها أنه لا يستعد لأي عمل عسكري ضد إسرائيل
أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” عن “مصادر متابعة” في دمشق، أن نفي نظام الأسد لحدوث أي توغل عسكري إسرائيلي في محافظة القنيطرة، يبعث رسالة مفادها أنه لا يستعد لأي عمل عسكري ضد إسرائيل جنوب البلاد، وأفادت الصحيفة، إن نفي نظام الأسد، سبقه إصدار القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة له، أمرًا إداريًّا بإنهاء استدعاء الاحتياط، أو الاحتفاظ بضباط وصف ضباط، وتابعت الصحيفة أن توقيت إصدار الأمر الإداري لافت “لأن الأمر في العادة يُفترض أن يكون على العكس من ذلك، أي استدعاء الاحتياط والإجراءات الأخرى، لوجود عمليات عسكرية قريبة من الحدود” في إشارة إلى الحرب في لبنان، وكما لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن الرسالة من نظام الأسد موجهة بالأساس إلى إسرائيل، بأنه لن يكون طرفًا في محور الحرب الحالية، ومن الجدير بالذكر أن الصحيفة علقت على زيارة وزير الخارجية الإيراني المدعو” عباس عراقجي”، لسوريا في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بالقول إن الزيارة لا تهدف إلى دفع النظام للمساهمة في الحرب، وفتح جبهة الجولان، لأنه يعرف موقفه سلفًا، حسب الصحيفة