لماذا تفشل المشاريع والتنظيمات السياسية السورية
باختصار وقبل الإجابة لأنها تحمل أسباب الفشل معها.!
لا تمر فترة زمنية بسيطة إلا وتسمع عنوان لحزب أو تيار سياسي أو حتى مؤتمر وطني، عدا عن الأحزاب التقليدية المتعثرة سواء اليسارية أو الإسلامية المتشددة المتسترة بالحداثة، فلا يكاد يُطرح عنوان حزب حتى تسأل نفسك كم سيمكث من الأيام عدداً.!
أو كم سيتوقف عدد مريديه أو منتسبيه وغالباً لا يتجاوز عدد أصابع اليدين ويكون مقتصراً عن الأصدقاء المقربين أو أبناء العائلة، ومن آخر ما سمعت من الطرائف أحدهم أسس حزباً سماه على الاسم الأول من اسمه الشخصي.!
إنّ ما يطرح من مشاريع أو أحزاب لا تشبه حقيقة الأحزاب أو المشاريع السياسية، بل حالة من الرغبة أو الأهداف الفردية البسيطة الدفينة، أو إثبات سجل الحضور في الساحة السياسية دون وجود عمل سياسي حقيقي أو حتى دون وجود القدرة أو الخبرة على العمل السياسي، ورغم أن العمل الحزبي أو القوى السياسية هي ضروري لوجود عمل سياسي حقيقي فلا عمل سياسي بدون أحزاب قوية، فهو أمر ضروري لجمع الطاقات لأصحاب الفكرة القريبة والبرنامج الواحد وبدون العمل الحزبي سيكون عندنا آلاف البرامج المبعثرة، أو ستجتمع الناس على أساس البُعد الجهوي أو الجغرافي أو القبلي أو العرقي وهذا ليس ظاهرة صحية في مجتمع ينشد الانعتاق والتحرر نحو دولة حرة حديثة بالمفهوم الحضاري
كما أن العمل الحزبي يولد البرامج والافكار مما يساهم في رفد سوية الاداء السياسي وتنظيم الحياة السياسية المبعثرة الممزقة التي تشبه حالتنا اليوم، ويسمح لصقل القدرات الشبابية بالعمل السياسي.
لكن المطروح اليوم هو بعيد كل البعد عن مفهوم العمل الحزبي أو المشروع السياسي، لاسيما بظل غياب طبقة سياسية قادرة على البناء والعمل بجد وبذكاء وفق الحالة التي نعيش وهي أيضاً حالة حرجة تشبه من يعمل على صفيح ساخن أو رمال متحركة فتحتاج عمل استثنائي وتفكير جريء وعمل جريء، خلاف السائد من الروح الفردية وغياب الرؤية الاستراتيجية وحضور الأنا والانهماك بالتفاصيل غير المهمة، وغياب الحالة التنظيمية، والعمل الحركي على أرض الواقع، ووجود قيادة بلا قواعد شعبية، فسرعان ما تتحول الحالة الحزبية إلى مجموعة على وسائل التواصل ثم تتوالى الانشقاقات والدخول بحالة عداوات ويتحول أصدقاء السياسية إلى أعداء.!
هذه يا سادة ليست أحزاب سياسية ولا مشاريع يمكن أن نقول عنها سياسية أو نعول عليها نتاجاً ما .