اللاجئون اللبنانيون والسوريون على الأرض السورية
شهدت لبنان في الآونة الأخيرة سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية التي زادت من تعقيد الوضع الاجتماعي في البلاد، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، مما اضطر العديد من العائلات اللبنانية واللاجئين السوريين في لبنان إلى النزوح بحثًا عن الأمان في سوريا، ويأتي هذا النزوح القسري في ظل ظروف صعبة ومعقدة، حيث يجد النازحون أنفسهم محاصرين بين خيارات قليلة، وسط بيئات سياسية وعسكرية غير مستقرة في سوريا مما يعرضهم للمخاطر والمهالك.
أعدادهم اقتربت من نصف مليون وسط ترحيب آل الأسد
نشرت عدة شخصيات من عائلة رأس النظام “بشار” منشورات تشير إلى الترحيب والاستعدادات لتقديم مسكن للنازحين اللبنانيين، في وقت أطلق حقوقي سوري تحذيرات من احتمالية توطين النازحين من جنوب لبنان في سوريا، في وقت تشهد فيه الحدود السورية اللبنانية حركة نزوح كبيرة من لبنان إلى سوريا، بالتزامن مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على مواقع تخضع لسيطرة ميليشيا حزب الله اللبناني، وتركزت على الجنوب وامتدت مؤخرًا إلى منطقة البقاع الحدودية مع سوريا، كشف وزير الخارجية اللبناني “عبد الله بوحبيب”، اليوم الأربعاء 25 أيلول/ سبتمبر، عن أعداد النازحين قسرًا ببلاده جراء العدوان الإسرائيلي “أنه ربّما يقترب من نصف مليون” وذلك خلال كلمة ألقاها في فعالية نظمتها مؤسسة “كارنيغي” للسلام الدولي في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأفادت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد أن المنطقة الحدودية تشهد تدفقاً لعدد كبير من العائلات اللبنانية الهاربة من القصف الإسرائيلي، وتعبر هذه العوائل الحدود إلى الداخل السوري، وتحديداً إلى منطقة القصير بريف حمص، وكذلك من ريف دمشق، ويأتي ذلك وسط تحذيرات من استيطان البيئة الحاضنة لميليشيات حزب الله التي تعلن الولاء المطلق له وتتبنى خطاب عداء وكراهية على خلفيات طائفية ضد السوريين ويظهر ذلك جليا من خلال المشاركة وتأييد جرائم نظام الأسد.
حقوقيون يحذرون من توطين حاضنة “حزب الله” في سوريا
تحدث حقوقيون عن خطر توطين هؤلاء في سوريا، وأن النظام وإيران وروسيا ارتكبوا عن عمد جريمة التغيير الديموغرافي، وعدد وحرمان السكان من العودة إلى منازلهم، والاستيلاء والنهب بالقوة على الأراضي والممتلكات، وكذلك تعديل قانون تملك الشركات الأجنبية ما أدى إلى تملك الشركات والأفراد الأجانب عقارات في سوريا والكشف عن أكثر المناطق المستهدفة وفقا لمخطط التغيير الديموغرافي، تتوزع على “دمشق وريف دمشق، حمص وريفها، حماه وريفها، حلب وريفها، دير الزور، والرقة حيث ينتشر نشاط الإيرانيين في عملية التشييع، أي تحويل السوريين من كل الطوائف إلى مذهب الملالي في إيران، ومنطقة جنوب دمشق التي تم الاستيلاء عليها من قبل الشركات ورجال الأعمال الشيعة اللبنانيين والإيرانيين”، وتشير مصادر مطلعة بريف حمص، إلى أن العديد من عوائل عناصر ميليشيات حزب الله اللبناني، قامت بالاستيلاء على منازل ومزراع في قرة القصير بوقت سابق، علماً بأن هذه المنازل تم تهجير أصحابها منذ سنوات، أما من يستحوذ عليها الآن هم موالين للحزب في مناطق البقاع اللبناني مثل الهرمل وبعلبك، ومن الجدير بالذكر أن “حزب الله” شارك بقتل وتهجير السوريين ويتباهى الحزب بدوره في قتلهم للسوريين وتهجيرهم.
الواقع القانوني والمعيشي لفلسطينيي سوريا المقيمين في لبنان
تقرير صادر عن “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” يستعرض الواقع القانوني والمعيشي لفلسطينيي سوريا المقيمين في لبنان، مسلطاً الضوء على التحديات التي تواجههم وسط التصعيد العسكري الإسرائيلي في المنطقة، حيث أشار التقرير إلى مخاطر الترحيل الجماعي الذي قد تواجهه هذه الفئة، في ظل حرمانهم من الإقامات أو رفض تجديدها من قبل السلطات اللبنانية، ما قد يمهد لاتخاذ إجراءات قانونية لترحيلهم أو عزلهم في مناطق حدودية، ولفت التقرير إلى أن أوضاع الفلسطينيين السوريين المتردية، حيث يعانون من نزوح متكرر، ملاحقات أمنية، وفقر مدقع. كما يتوقع التقرير أن يبقى العديد منهم في لبنان بسبب تدهور أوضاعهم المادية، في حين قد تضطر بعض العائلات للعودة إلى سوريا رغم المخاطر، وكما توجهت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” بدعوة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لحماية الفلسطينيين السوريين وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لهم، بما في ذلك إنشاء مراكز إيواء وتسهيل العودة للراغبين في العودة إلى سوريا، ومن الجدير بالذكر أن بيانات “الأونروا” تشير إلى أن عدد الفلسطينيين السوريين في لبنان يبلغ نحو 29 ألف لاجئ، يعانون من أوضاع معيشية مأساوية، حيث وصلت نسبة الفقر بينهم إلى 87% عام 2022.
لجنة التحقيق الأممية تحذر من المخاطر “الأمنية” التي قد يتعرض لها السوريون العائدون من لبنان
حذرت لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا، من أن السوريين العائدين من لبنان يتعرضون لمخاطر كبيرة مثل الابتزاز، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، وأكدت اللجنة على ضرورة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، ودعت إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما أشارت إلى تزايد أعداد النازحين الجدد إلى سوريا، في ظل نقص كبير في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي حصلت على تمويل بنسبة 25% فقط، رغم ارتفاع الاحتياجات الإنسانية، وشددت اللجنة على أن المدنيين السوريين معرضون لخطر الاختفاء والتجنيد القسري والقتل أو الإصابة، مجددة دعمها لدعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، “غير بيدرسون”، لوقف الأعمال العدائية على المستوى الدولي، وكان “الائتلاف الوطني السوري” قد طالب أمس الجمعة، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتوفير الحماية العاجلة للاجئين السوريين الذين عادوا من لبنان إلى مناطق سيطرة النظام السوري، مؤكدًا أنهم يواجهون الاعتقال التعسفي ويُتركون أمام خيارين يهددان حياتهم، كما دعت هيئة التفاوض السورية المبعوث الأممي إلى حماية اللاجئين السوريين من الاعتداءات الممنهجة التي تستهدفهم، خاصة بعد مقتل زعيم حزب الله، في السياق ذاته، ووثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” اعتقال النظام السوري لعدد من اللاجئين العائدين، لا سيما عند المعابر الحدودية، بجانب حملات اعتقال جماعية بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية، حيث يستخدم النظام هذه التهم كوسيلة للابتزاز المالي.