الانتهاك الثالث خلال الشهر الجاري … القوات الإسرائيلية تتوغل في الأراضي السورية
حسب المصادر المحلية جنوبي سوريا، عن تسجل توغل جديد هو الثالث خلال شهر تشرين الأول الجاري للقوات الإسرائيلية من جهة بلدة الحرية غربي القنيطرة، على الحدود مع الجولان المحتل، خلال اليومين الماضيين، ومجموعة عناصر مسلحة وعربات مصفحة تابعة للجيش الإسرائيلي، توغلت نحو 500 متر من الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية بالقرب من بلدة الحرية غربي القنيطرة، وهذا التوغل، المدعوم بجرافات وحفارات ثقيلة، يستهدف إكمال أعمال التجريف في الطريق الحدودي الذي تعمل عليه القوات الإسرائيلية لحماية مواقعها على طول الحدود السورية- الإسرائيلية، و هذه العمليات بدأت من بلدة جباثا الخشب في شمال القنيطرة وصولاً إلى بلدتي كودنة والعشة جنوباً، وذلك بهدف تعزيز التحصينات الإسرائيلية ضد أي تهديدات محتملة من ميليشيات حزب الله وإيران، وسبق أن توغلت قوات من الجيش الإسرائيلي في 14 تشرين الأول إلى داخل الأراضي السورية قرب بلدة الأصبح الحدودية مع الجولان المحتل، وتوغلت مجموعة عسكرية إسرائيلية كبيرة، تتألف من عربات مصفحة وأربع دبابات “ميركافا”، نحو 200 متر داخل الأراضي الزراعية غرب بلدة الأصبح، قامت بتجريف الأراضي ورفع سواتر ترابية، إضافة إلى شق طرق جديدة لتسهيل تحركات الجيش الإسرائيلي، وعملية التوغل تمت على مرأى من قوات نظام الأسد المنتشرة في المنطقة، دون أن تتخذ أي إجراءات لصد الاعتداء، مما يعزز الشكوك حول تجاهل النظام لهذه التحركات وكأنها لا تعنيه، وسبق أن قالت “كارولين روز” كبيرة المحللين في معهد “نيولاينز” الأمريكي ” إن “صمت بشار ونظامه” حول التصعيد الإسرائيلي في لبنان والتوغل في القنيطرة السورية، وهذا يشير إلى رغبته في البقاء بعيداً عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل”، مشددة على أن “قوات نظام الأسد هي بالفعل هدف للقوات الإسرائيلية نظراً لاصطفافها مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الأخرى المتحالفة مع إيران”، وتابعت الباحثة في حديث لموقع “العربية نت”، أن “قوات الأمن أو الجيش نظام الأسد لا يستطيعان تنفيذ حملة دفاعية أو هجومية طويلة الأمد ضد الجيش الإسرائيلي”، في حال صعّدت إسرائيل أكثر من هجماتها داخل الأراضي السورية بالتزامن مع التصعيد في لبنان، وكانت “القناة 14” الإسرائيلية الناطقة باللغة العبرية، كشفت عن عمل الجيش الإسرائيلي على تعزيز الخط الفاصل مع سوريا بسياج أمني آخر وسواتر ترابية وخنادق، بينما نفى نظام الأسد عبر تصريحات رسمية أي توغل إسرائيلي المنطقة، واعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلاً عن مصادر لها، أن النفي الصادر عن نظام الأسد، حول حدوث أي توغل عسكري إسرائيلي في محافظة القنيطرة، يبعث رسالة مفادها أنها لا تستعد لأي عمل عسكري كبير في جنوب البلاد، و الشبكة السورية لحقوق الإنسان أدانت احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية في القنيطرة منذ 15 أيلول الماضي وحتى الآن، مشيرة إلى أن قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات ومعدات حفر قامت بالتوغل بعمق 200 متر داخل الأراضي السورية غرب بلدة جباتا الخشب في القنيطرة، في الجولان السوري المحتل.
“الأقمار الاصطناعية” تكشف إنشاء إسرائيل خندقاً على طول الحدود مع سوريا
كشف تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” أن الجيش الإسرائيلي قام بحفر خندق بطول لا يقل عن 7 كيلومترات على طول الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة وجنوب سوريا، وذلك منذ منتصف أغسطس الماضي، ولفتت الصحيفة في تحليلها لصور الأقمار الصناعية إلى أن عرض الخندق يصل إلى 20 متراً في بعض المواقع، كما تظهر آثار الحفر في الطرف الشمالي من الخندق متجاوزة الحدود إلى داخل الأراضي السورية، وبدوره، أبلغ غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، مجلس الأمن في نيويورك بأن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) رصدت “نشاطاً إنشائياً” للجيش الإسرائيلي بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح، المعروفة بمنطقة الفصل، وصرح بيدرسون قائلاً: “في الجولان، نفذت قوات الدفاع الإسرائيلية بعض الأنشطة الإنشائية بالقرب من منطقة الفصل.” وأضاف: “أثناء هذا النشاط، لاحظت قوة UNDOF وجود دبابة قتال إسرائيلية وجرافات تعبر خط وقف إطلاق النار إلى منطقة الفصل”، دون تحديد الموقع الدقيق للجرافات، والجدير بالذكر أن ثلاث نقاط تابعة لقوة UNDOF تقع على بُعد أقل من 1.5 كيلومتر من بعض الأعمال الأرضية التي حُفرت حديثاً، ولم ترد القوة المكلفة بمراقبة الحدود على طلب التعليق، وتابع مستشار في معهد تشاتام هاوس بلندن: “يبدو أن إسرائيل قد عززت دفاعاتها على طول جبهتها مع جنوب سوريا”، وفي هذا السياق، كان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن أنه اعترض طائرة مسيّرة دخلت الأجواء الإسرائيلية قادمة من سوريا، وأوضح الجيش في بيان أن الطيران الحربي الإسرائيلي “اعترض مسيّرة دخلت إسرائيل من سوريا” بعد انطلاق صافرات الإنذار في شمال البلاد.
نفي نظام الأسد حدوث أي توغل إسرائيلي في القنيطرة رسالة مفادها أنه لا يستعد لأي عمل عسكري ضد إسرائيل
وسبق أن نفى نظام الأسد حدوث أي توغل أمريكي ناهيك عن الاستهدافات التي تطال قادة حزب الله والميليشيات الأخرى في سوريا، وبهذا أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” عن “مصادر متابعة” في دمشق، أن نفي نظام الأسد لحدوث أي توغل عسكري إسرائيلي في محافظة القنيطرة، يبعث رسالة مفادها أنه لا يستعد لأي عمل عسكري ضد إسرائيل جنوب البلاد،
و إن نفي نظام الأسد، سبقه إصدار القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة له، أمرًا إداريًّا بإنهاء استدعاء الاحتياط، أو الاحتفاظ بضباط وصف ضباط، وتابعت الصحيفة أن توقيت إصدار الأمر الإداري لافت “لأن الأمر في العادة يُفترض أن يكون على العكس من ذلك، أي استدعاء الاحتياط والإجراءات الأخرى، لوجود عمليات عسكرية قريبة من الحدود”، في إشارة إلى الحرب في لبنان، وكما لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن الرسالة من نظام الأسد موجهة بالأساس إلى إسرائيل، بأنه لن يكون طرفًا في محور الحرب الحالية، ومن الجدير بالذكر أن الصحيفة علقت على زيارة وزير الخارجية الإيراني المدعو” عباس عراقجي”، لسوريا في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بالقول إن الزيارة لا تهدف إلى دفع النظام للمساهمة في الحرب، وفتح جبهة الجولان، لأنه يعرف موقفه سلفًا، حسب الصحيفة.