إنتصار آخر للثورة السورية

منذ توليه الرئاسة قبل بايدن وأنا أقول لو أن الثورة السورية قامت في عهد ترامب لما استمر الأسد في الحكم بضعة أشهر ولكن من سوء حظ السوريين أن تقوم الثورة في عهد أوباما الذي أعطى بسياساته المتخبطة فرصا ذهبية لايران للعبث في مختلف البلدان العربية وخاصة في سورية ..
ترامب رجل أعمال يقيس الأمور بمقاييس اقتصادية ، ورفع العقوبات جاء نتيجة عروض اقتصادية من الأشقاء السعوديين .بغض النظر عن قناعات ترامب بأن الحروب والأزمات في مختلف دول العالم لا تصب في مصلحة أمريكا بقدر ماترهقها عسكريا واقتصاديا وأنه يمكن حل الأمور بصفقات تجارية يمكنها أن تنعش الاقتصاد الأمريكي .
من ناحية أخرى هو يحاول كسب الدول العربية واجراء تحالفات أمريكية عربية لاغلاق الأبواب في وجه روسيا وابعادها عن منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يضع روسيا في عزلة ويحجم دورها في المنطقة .
دونالد ترامب رجل ذكي ومحنك وسياساته ليست تلقائية ولا عشوائية .
الأشقاء السعوديون لعبوا دورا هاما سيذكره التاريخ وقدموا تضحيات وتنازلات اقتصادية من أجل رفع العقوبات الأمريكية عن الشعب السوري بالاضافة الى الدور التركي ، ولا نغفل جهود أشقائنا في دول الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى .
ومازلنا نتوقع المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي من المملكة العربية السعودية من اجل اعادة إعمار سورية . ولكن وقوف أشقائنا العرب الى جانبنا يجب أن محفزا لنا للمزيد من بذل الجهود وليس التواكل والاكتفاء بالدعم الخارجي .
سورية بحاجة الى دعم سوري سوري وبحاجة الى استثمار كل قدراتنا وطاقاتنا والاستفادة من خبراتنا المحلية واستقطاب المغتربين للاستفادة من خبراتهم .
سياسة النأي بالنفس مرفوضة من قبل الجميع سياسيين ومفكرين وعلماء وحرفيين ومزارعين ومعلمين وما الى ذلك . مسؤولية اعمار البلاد واجب على كل سوري وطني . هذه فرصة لكي يثبت كل منا مدى انتمائه للوطن والانتماء يتجسد بالعمل وليس بمجرد الأقوال ورفع الشعارات .
نحن متفائلون أيضا بنتائج لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي كانت مثمرة رغم أن القطاف قد يأخذ بعض الوقت لكننا في كل الأحوال متفائلون .ونأمل خيرا .
ومع ذلك فان قرار ترامب برفع العقوبات الأمريكية عن سورية هو انتصار للشعب السوري وثمرة من ثمار الثورة السورية ودليل آخر أثبت للعالم كله بأن الشعب السوري قوي بارادته وقادر على تحقيق أهدافه مهما كان الثمن وأنه دفع ثمنا باهضا من أجل حريته بعد أن اعتقد العالم كله وأيقن بفشل الثورة جاءت الانتصارات الواحدة تلو الأخرى ليكون الشعب السوري مثالا يحتذى به . هذه الانتصارات التي صححت صورة السوريين وأظهرتها بشكلها الحقيقي الجميل على الرغم من محاولات النظام البائد تشويهها وتزييف الحقائق .
هزيمة أخرى وصفعة قاسية للنظام البائد وحلفائه خيبت آمالهم بمجرد التفكير في العودة أو العبث بأمن واستقرار الشعب السوري .
الانتصارات لم تنته بعد ومازالت المسيرة طويلة رغم كل الصعوبات التي بدأت تتذلل شيئا فشيئا . ومن السابق لأوانه الحديث عن اعادة اعمار وبناء دولة جديدة مالم يتم ترتيب البيت السوري من الداخل وتجاوز الخلافات والمهاترات . ربما نختلف في الآراء ووجهات النظر وربما نختلف في الانتماءات الدينية والمذهبية ولكن يبقى الانتماء للوطن هو سيد الموقف ومطلوب منا أن نجسده بالتكاتف وأن يتحول الشعب السوري بأكمله الى مايشبه خلية نحل . هذا يزرع وذاك يصنع وآخر يبني الى آخره .
من أجل نثبت للعالم كله بأن ثمار الثورة أينعت وان القطاف بات وشيكا وفي متناول اليد .وأن الشعب السوري جدير بالاحترام .
ولا أشك بأننا أمام مستقبل يجعل من سورية محط أنظار للعالم كله .
نحن الآن وبفضل من الله أنجزنا الكثير ومابقي في جعبتنا أكثر وأكثر .
انجازات عظيمة خلال بضعة أشهر وماخفي كان أعظم . ولنا أمل بالله لايخيب . والله ولي التوفيق .
أزهر طالب أبوشكير